18 أغسطس، 2025
نابلس - فلسطين
زواج استثنائي.. فوز يضيء المخيم بالأمل والحياة
حياة

زواج استثنائي.. فوز يضيء المخيم بالأمل والحياة

من قلب مخيمي عسكر وبلاطة، خرج صوت مختلف هذه المرة. لم يكن هتافًا سياسيًا أو صرخة غضب، بل كان عرضًا مسرحيًا بعنوان “زواج استثنائي”، حمل على خشبته حكايات الطفلات اللواتي حُرمن من طفولتهن، ليقول للعالم إن قضية الزواج المبكر ليست مجرد ظاهرة اجتماعية، بل جرح مفتوح في جسد المجتمع الفلسطيني، خاصة في المخيمات.

المسرحية، التي أنتجها مركز نسوي عسكر بالشراكة مع مركز يافا الثقافي، ومركز الدراسات النسوية في مدينة نابلس، حصدت الجائزة الأولى في مسابقة “معًا نحو حياة أفضل لطفلاتنا” التي نُظمت في رام الله من قبل مركز الدراسات النسوية، لتؤكد أن الفن يمكن أن يكون سلاحًا للتغيير ووسيلة لفتح النقاش حول قضايا مسكوت عنها.

صوت من المخيم

تقول مديرة مركز نسوي عسكر سماح سامي: “نجاح المسرحية لم يكن مجرد فوز بجائزة، بل كان خطوة نحو كسر الصمت عن قضية حساسة تمس حياة فتيات صغيرات. في المخيمات، كثير من الطفلات يجدن أنفسهن عرائس قبل أن يكنّ طالبات. أردنا أن نُسمع المجتمع أن الزواج المبكر ليس قدرًا، بل يمكن الوقاية منه بالتوعية والدعم”.

على خشبة العرض، امتزجت الإضاءة بالموسيقى بأداء الشابات، ليصنع فريق العمل لوحة صادقة عن طفولة مسلوبة وأحلام مؤجلة. يصف مدير المسرح والإضاءة الفنية في مركز يافا الثقافي، محمد سروجي، هذه التجربة قائلًا: “فخورون جدًا بهذا الإنجاز. المسرحية ليست مجرد نص وعرض، بل جهد جماعي حمل رسالة إنسانية عميقة. الفوز بالجائزة الأولى دليل على أن صوتنا من المخيم وصل، وأن الفن قادر أن يكون أداة للتغيير الاجتماعي”.

رسالة من المسرح إلى المجتمع

لم يكن “زواج استثنائي” مجرد عرض مسرحي عابر، بل كان مساحة حوارية فتحت الأبواب أمام الجمهور للنقاش حول واحدة من أكثر القضايا إلحاحًا في المجتمع الفلسطيني. المسرحية أعادت تعريف المسرح كمساحة للنقد والمعالجة، لا للترفيه فقط.

فوز المسرحية أضاء شمعة أمل في قلوب المشاركين، لكنه أيضًا ألقى مسؤولية أكبر على عاتقهم. ففي كل مشهد، وفي كل جملة، كان هناك وعد بأن يستمروا في مواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية، والدفاع عن حق الطفلات في أن يعشن طفولتهن كاملة، بلا قيود ولا أعباء.