ديوان الجماسين في مخيم عسكر القديم للاجئين، الذي تم تعميره عام 2000، تُرك مهجورًا لفترة طويلة، ويشهد اليوم مرحلة جديدة من الحياة.
بدأ الديوان رحلة إعادة الإعمار ليصبح مركزًا حيويًا يقدم دورات تعليمية، ورعاية للمسنين، وأنشطة ترفيهية، وقد ساهم في هذه الجهود اللجنة الشعبية، ومؤسسات المخيم، وأبناء المخيم، وبإشراف مدرسين متطوعين، ما يعكس روح التعاون والمشاركة المجتمعية ويضيف بعدًا تعليميًا وثقافيًا.
في حديثٍ لمنصة “من المخيم”، يروي رئيس لجنة خدمات مخيم عسكر القديم تفاصيل مبادرة إعادة إعمار الديوان الذي كان شاهدًا على محطاتٍ من تاريخ المخيم، قبل أن تعود إليه الحياة من جديد بجهود جماعية.
يقول رئيس اللجنة:”كان للجنة الشعبية مخزنٌ قديم أمام الديوان، اشتريناه منذ أكثر من عشر سنوات، وبعد دراسةٍ وحوارٍ مع الأهالي قررنا أن نضيفه إلى مساحة الديوان لتوسيع المكان وتحسين خدماته.”ويضيف أن فكرة التطوير لم تكن مجرد مشروعٍ هندسي، بل ثمرة تعاونٍ بين أبناء الحارة واللجنة الشعبية، موضحًا:”الاتفاق كان واضحًا؛ أهل الحارة تكفّلوا بتوفير الأيدي العاملة، فيما تولّت اللجنة الشعبية تأمين المواد والمستلزمات اللازمة للبناء”.
ويمر حاليًا الديوان بمراحل إعادة الإعمار النهائية، ليصبح مركزًا متكاملاً يخدم أهالي المخيم والمنطقة الشرقية، ويعيد للمكان دوره كمؤسسة اجتماعية وثقافية نشطة، تساهم في تعزيز صمود المجتمع المحلي وتنمية مهارات أبنائه.
ومن بين المشرفين على أعمال التأهيل، عمر حجاج، الذي أشار بدوره إلى أن إعادة تأهيل الديوان لم تكن رفاهية، بل حاجة أساسية لأهالي المخيم الذين يعيشون في بيوت ضيّقة ومكتظة، وأن الديوان اليوم يشكّل مساحة حيوية تُستثمر في الفعاليات الاجتماعية والتعليمية، ويعكس قدرة أبناء المخيم على تحويل الحاجة إلى مبادرة، والإصرار على بناء ما يجمعهم رغم ضيق المكان والإمكانات.
يقول حجاج:
“المنازل صغيرة جدًا ولا تتّسع لتجمعات العائلات أو الأنشطة المجتمعية، لذلك أصبح الديوان بمثابة متنفّس للجميع، ليس فقط لأهالي حارة الجماسين، بل لكل سكان المخيم دون استثناء”.


