رسخت الحاجة زهيدة أبو عون 75 عاما اسم بقالتها على مدار عشرين عاما في مخيم نور شمس بطولكرم، وعرفت أم حسن وبقالتها بالعطاء وخدمة الناس في أحلك الظروف التي مر بها المخيم.
تقول أم حسن لمن المخيم: ” بدأت مشروعي الخاص لخدمة العائلات المحيطة وإعالة عائلتي، وقمت بتطوير محتوياتها خطوة خطوة حتى أصبحت معروفة في حي جبل النصر وكافة احياء المخيم”.
لأم حسن قصة تشابه اللاجئين الفلسطينيين كافة الذين اضطروا للهجرة والنزوح مرات عديدة، وتزوجت وهي في سن الخامسة عشرة من رجل يكبرها بعشرين عاما. روت الحاجة أم حسن صعوبة الحياة في المخيم في ذلك الوقت بسبب نقص المياه وغياب المراحيض والكهرباء. كان لديها حينها ثلاثة أطفال، ولم تحتمل قسوة الحياة في المخيم، فقررت شراء قطعة أرض وبناء منزلها الخاص.
باعت مصاغها الذهبي والصوف الذي كان هدية من والدتها عند زواجها، والذي كان يعادل سعر الذهب في ذلك الوقت. بعد شراء الأرض على أطراف المخيم، عملت في جني الزيتون والبرتقال بأجر ثلاثة دنانير يوميًا لتكمل بناء منزلها. كما كانت تنسج الصوف وتصنع “جرزاية” واحدة كل ثلاثة أيام وتبيعها بدينارين، ثم عملت في مشغل خياطة حتى الانتفاضة. تعرضت البقالة وأجزاء من المنازل المحيطة للهدم من قبل قوات الاحتلال في اقتحام المخيم الأخير الذي استمر لثلاثة أيام.
تجدر الإشارة، إلى أن مخيمي طولكرم ونور شمس يتعرضان لهجمات إسرائيلية متكررة كان اخرها الأسبوع الماضي وراح ضحيتها عشرات الشباب وخسائر مادية تقدر بملايين الشواقل.
لأم حسن قصة تشابه اللاجئين الفلسطينيين كافة الذين اضطروا للهجرة والنزوح مرات عديدة
تعرضت البقالة وأجزاء من المنازل المحيطة للهدم من قبل قوات الاحتلال في اقتحام المخيم الأخير
بقالة أم حسن تخدم الناس في أحلك الظروف