16 سبتمبر، 2024
نابلس - فلسطين
“حكايا السوق” .. تاريخٌ يُحكى بين أزقة البلدات القديمة في فلسطين المحتلة
اخبار وتقارير

“حكايا السوق” .. تاريخٌ يُحكى بين أزقة البلدات القديمة في فلسطين المحتلة

إعداد: ولاء أبوبكر

“يافا، عكا، الناصرة، الخليل، القدس، غزة، وأخيراً نابلس”، اجتمعت هذه المدن على حب الوطن وإحياء تراثه وترسيخ حق العودة في عيون كل من زار معرض “حكايا السوق”، الذي يختلف بفكرته عن باقي المعارض فهو ينقلنا لحضارة الأجداد وتاريخهم الأصيل، ولرائحة البيوت العتيقة، والياسمينة العريقة التي تجذرت في بيوت أجدادنا.

معرض “حكايا السوق” الذي كان من المفترض أن يبدأ مع ذكرى النكبة ولكن الظروف السياسية التي جرت في الآونة الأخيرة بغزة وحي الشيخ جراح منعت ذلك.

فكرة المعرض بدأت منذ سنتين من مجموعة من الشبان في مدن الداخل المحتل ورابطة إنسانيات للأنثرولبوجيّين الفلسطينيّين الذين اهتموا ببناء ورعاية وانطلاق المعرض، إيمانًا منهم بنقل المعرفة الإنسانية إلى المجتمع، وبالتّعاون بين الشبان والشابات المتطوّعين والمتطوّعات، والحركات الشبابيّة والمؤسّسات الشعبيّة الحاضرة في البلدات، حيث أن هذا العمل له أكبر إثبات أن الوحدة الوطنيّة مشروع وليست شعارًا فقط، وأنّها طريق تبدأ بالتعاونِ والتّكافلِ الشعبيِّ وتتجه نحو التحرّر.

ويأتي هذا المعرض إصرارًا على رواية حكايا السوق، وهو ليس إلّا مساهمة بسيطة تهدف إلى لمّ شمل الوطن في مكان وزمانٍ واحد، وجذب الجمهور إلى الأسواق وانعاشها، حيث يعتبر معرضاً تصويرياً معاصراً يجري بالتزامن في أماكن عدة، ويقدم جوانب مختلفة للحياة اليومية داخل أسواق فلسطين التاريخيّة، وتمت إقامته في سبع مدن وهي في يافا، عكا، الناصرة، الخليل، القدس، غزة، و نابلس، ولمدة أسبوع، وذلك لإحياء حق العودة وتثبيته في عقول الأطفال.

مركز يافا الثقافي التابع لمخيم بلاطة في نابلس وهو المسؤول عن الفعالية في نابلس، منسق مجموعة يافا الثقافي شاهر البدوي يقول: “نحاول من خلال هذا المعرض إحياء المشهد الفلسطيني في الأسواق القديمة، وكشف ثقافة أهله وحياتهم اليومية عبر الصّور التي التقطها أبناء وبنات هذه المدن، الشبّان والشابات الذين يحاولون رصد ما يرَونه من خلال عدسة الكاميرا لرواية حكايا أهل الأسواق القديمة من خلالها”.

وأضاف البدوي “هذا المعرض هو حكاية سوقٍ فلسطيني شكّل عبر التاريخ، القلبَ النابض للمجتمع الفلسطينيّ بأكمله، واحتوى في أزقّته جميع أطيافه، فهو سوق عريق يحاكي معمارُه تاريخ كلّ الحضارات العابرة وثقافات الشعوب المستمرة، واعتاش وانتفع داخلَهُ أهلًه كالنحّاسين، والإسكافيّين والعطّارين، والجزّارين، والخيّاطين وغيرهم من أصحاب التّجارة المختلفة”.

وتابع البدوي تحاول الصّور أن تنقل رائحة السّوق العبقة بالزّيت والزّعتر والصّابون والبهارات والبخور والقهوة، وأصوات البائعين والمشترين الّتي تصدح في أنحائه، وأن تروي حكاية صمود أهله واكتفائهم الذّاتيّ بإنتاج احتياجاتهم.

ويختم البدوي حديثه “إنها حكاية سوق قد انتكب وانتكس، بحكم غزوِ وسيطرة دولةٍ ترعبها وحدتُنا واستقلاليتنا، فعملت طوال سنوات احتلالها على بناء الجدران والحواجز من حول مدننا، لتشتيت مجتمعنا، وقطعتنا عن أسواقنا، قلب حياتنا الفلسطينية النّابض؛ نكبة هذا السوق لم تكن نكبة الشعب الفلسطينيّ باحتلال أرضه وتشريده فحسب، بل باجتياح المجمّعات التجاريّة الضّخمة والمنتجات الإسرائيلية والعالمية، وبالتهجير العسكري الشرس، والتهجير الاقتصاديّ الخبيث”.