في شارع الخدمات ومركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة، لم يعد الجدار مجرد إسمنت بارد، بل صار لوحة حيّة تحمل بصمات أطفال، تطوعوا مع فنانين وشباب من المخيم ليكتبوا بألوانهم رسالة جمال وأمل.
على مدار عدة أيام انشغل المتطوعون بتنظيف الشارع ودهان جدرانه، قبل أن يبدأ الأطفال بخط كلمات مستوحاة من شعراء وأدباء فلسطين. وجوههم الصغيرة اتسخت بالألوان، لكن أعينهم لمعت بالفرح وهم يرون جدارياتهم تنبض بالحياة في مكانٍ يفتقر لمساحات الفرح.
يقول رائد الخطيب، منسق المبادرة في مركز يافا الثقافي لمنصة “من المخيم”: “الفكرة جاءت من المخيم نفسه، من رغبة شبابه وأطفاله في أن يضيفوا لمسة جمال وسط الظروف الصعبة. كل كلمة ورسم على الجدار اختارها الأطفال من أدب فلسطين، لتكون شاهدًا على قدرتهم على الإبداع.”
تضيف آية ذوقان، منسقة الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فرأت في مشاركة الصغار جوهر هذه المبادرة: “عندما نمكّن الأطفال من التعبير عن أنفسهم بألوانهم وكلماتهم، فإننا نمنحهم الحق في بيئة أجمل، ونُشعرهم أن صوتهم مسموع. هم ليسوا مجرد متفرجين، بل شركاء في التغيير.”
هكذا تحوّل النشاط إلى أكثر من مجرد حملة تنظيف، ليصبح رسالة مجتمعية مختصرة بعنوان “جداريات الأمل في بلاطة” بأن الجمال فعل مقاومة يومي، وبأن أطفال المخيم قادرون على رسم الأمل رغم ضيق المكان وقسوة الظروف.