في قلب مخيم عسكر القديم، وبين أزقته الضيقة المليئة بالحكايات والصمود، كانت فكرة بسيطة تتحرك في عقول بعض أبناء المخيم، فكرة قد تكون طوق النجاة لكثير من الأرواح. حات الحافي، مسؤول ملف العلاقات الدولية في اللجنة الشعبية، يتذكر ذلك اليوم قبل أكثر من عام حين جلس مع زملائه يخططون لحل جذري يساعد في إنقاذ المصابين في المخيم المحاصر. “لماذا لا نمتلك سيارة إسعاف خاصة بنا؟” كانت الفكرة المجنونة في البداية، لكنها سرعان ما أصبحت هدفاً يسعون لتحقيقه.
يقول حاتم الحافي مسؤول ملف العلاقات الدولية في اللجنة الشعبية لخدمات مخيم عسكر القديم، ان المشروع كان فكرة قبل أكثر من عام، بالتعاون مع جمعية التوأمة في مدينة بولدر، “نابلس/بولدر”، وتم تمويل المشروع بالتعاون مع أصدقاء عرب وأصدقاء أمريكين، وتم شرائها من تركيا كونها كانت أقل سعراً، بسبب كساد المواد الصحية بعد الزلزال.
لكن هذه لم تكن مجرد سيارة إسعاف عادية، بل واحدة من النوع النادر في فلسطين؛ مجهزة بوحدة عناية مركزة قادرة على التعامل مع حالات الطوارئ الحرجة. ومع وجود 45 متطوعاً يعملون في مركز إسعاف عسكر، أصبحت السيارة رمزاً للأمل في مواجهة الظروف الصعبة، خصوصاً أثناء اقتحامات قوات الاحتلال التي تمنع دخول سيارات الإسعاف الأخرى.
ورغم كل هذا، فإن عمل السيارة لم يكن محصوراً في الظروف الطارئة فقط، بل كانت تقدم خدماتها للمخيم بمقابل رمزي في الأوقات الأخرى، لتغطي تكاليف صيانتها واحتياجاتها الأساسية.