16 أكتوبر، 2025
نابلس - فلسطين
النازحون من مخيم جنين بين الأزمة السكنية ونقص الدعم
سياسية

النازحون من مخيم جنين بين الأزمة السكنية ونقص الدعم

  • لجنة خدمات مخيم جنين: تم إبلاغنا أن الحكومة لن تتمكن من الاستمرار في دفع أجور السكن، وسيُحمّل كل نازح مسؤولية دفع إيجار سكنه.
  • النازحون: نقص الخدمات وفرص العمل يحرمهم من حياة كريمة.

منذ بداية أحداث مخيم جنين واندلاع النزوح، واجه آلاف الفلسطينيين من المخيم تحديات حياتية قاسية، نتيجة تدمير منازلهم وتهجيرهم من بيوتهم. النازحون اضطروا للعيش في سكنات مؤقتة، غالبًا تحت ظروف صعبة، وسط غياب الدعم الكافي من الجهات المعنية، الأمر الذي أثار موجة من المطالبات للحكومة الفلسطينية للوفاء بمسؤولياتها تجاههم وتأمين حياة كريمة لهم ولأسرهم.

أزمة الإيجار والنازحون بين الدعم المحدود والحياة الصعبة

يقول عضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم جنين، مهند أبو الهيجا، إن اللجنة استأجرت منذ بداية الأحداث 22 سكنًا في الجامعة العربية الأمريكية بمدينة جنين لإيواء النازحين من المخيم ومحيطه، بطاقة استيعابية تصل إلى 630 أسرة، أي نحو 2500 شخص. وبلغت تكلفة الإيجار حوالي 350 ألف شيكل، وقد تمكنت اللجنة من تغطية أربعة أشهر من هذه التكلفة من موازنتها الخاصة، قبل أن تتولى الحكومة الفلسطينية دفع المستحقات.

وأضاف أبو الهيجا أن خلال زيارة وزيرة التنمية الاجتماعية الأخيرة لجنين، تم إبلاغهم أن الحكومة لن تتمكن من الاستمرار في دفع أجور السكن، وأنه سيتم تحميل كل نازح مسؤولية دفع إيجار سكنه الخاص. وأوضح أن الحكومة دفعت حتى الآن نحو 3000 شيكل، و1640 شيكل من خلال المؤسسات للنازحين لسد احتياجاتهم، أي ما مجموعه نحو 5000 شيكل، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية من مأكل وملبس وإيجار. وأضاف أن كثيرين فقدوا أعمالهم بسبب الحصار وانقطاع الدخل، ما اضطرهم للعيش في غرف السكنات المؤجرة في ظروف صعبة للغاية.

وطالب أبو الهيجا الحكومة من خلال منصة”من المخيم” بتحمل مسؤولياتها تجاه النازحين في مخيمات الشمال، ودعمهم من خلال دفع أجور السكنات لحين عودتهم إلى منازلهم. وقال: “نحن لا نريد طرودًا تموينية، نريد العودة إلى بيوتنا لنعيش حياة كريمة مثل باقي المواطنين”.

النازحون يواجهون تحديات يومية في المعيشة والسكن

وفي حديثها لمنصة “من المخيم”، أكدت النازحة سندس أبو سليم، من مخيم جنين، أن المعاناة مستمرة منذ بداية النزوح، مشيرة إلى أن احتياجاتهم الأساسية غير ملباة، بالإضافة إلى المشاكل المستمرة في الكهرباء والماء داخل السكن. وأضافت أن المساعدات التي تصل عبر المؤسسات لا تغطي جميع الضرورات، وأنهم بحاجة إلى مستلزمات أخرى أساسية. وأوضحت أن لديها طفلة بحاجة مستمرة إلى فوط وحليب، إلا أن الدعم الحالي غير كافٍ لتلبية هذه الاحتياجات اليومية.

وأشار النازح هشام مطاحن من مخيم جنين، إلى أن 90% من النازحين لا يستطيعون استئجار منزل، إذ تبلغ أقل تكلفة إيجار نحو 12500 شيكل، وهو مبلغ يفوق إمكانياتهم بشكل كبير بسبب قلة فرص العمل. وطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه أهالي مخيم جنين، الذين قدموا شهداء وأسرى وجرحى، وضمان حياة كريمة تليق بحقوقهم الأساسية.


الواقع الحالي للنازحين من مخيم جنين يعكس أزمة إنسانية حادة، إذ يعيشون في ظروف مأساوية داخل سكنات مؤقتة، مع محدودية في الموارد الأساسية، وفقدان الأمن الوظيفي، وعدم القدرة على تأمين حياة كريمة لهم ولأطفالهم. ما يجعل من التدخل العاجل ضرورة ملحة لضمان حقوق النازحين واستقرارهم الاجتماعي والاقتصادي.