قال مدير المكتب التنفيذي للاجئين، ناصر شرايعة، في حديثه لمنصة “من المخيم”، إن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين تمر بواحدة من أخطر المراحل، في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والإنسانية، مشددًا على أن “وحدة عمل اللجان الشعبية داخل المخيمات ضرورة وطنية لمواجهة هذا الخطر الوجودي”.
جاء ذلك عقب اجتماع وطني موسع عقد في المكتب التنفيذي للاجئين في رام الله، للجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية، ضم كافة رؤساء وأعضاء اللجان الشعبية وأمناء سر التنظيمات داخل المخيمات من الشمال إلى الجنوب، بهدف مناقشة سبل إنقاذ المخيمات ووضع خطة طوارئ لمواجهة التحديات المتصاعدة.
مشيراً إلى أن أهم ما خرج به الاجتماع هو التأكيد على وحدة عمل اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها الجهة المسؤولة والمباشرة عن إدارة شؤون المخيمات، حيث تقوم بدور “حكومات مصغّرة” تتولى كافة مناحي الحياة اليومية، وتنفيذ المشاريع والمبادرات داخل المخيمات، في ظل ظروف صعبة ومعاناة تختلف من مخيم لآخر، لكنها قائمة في جميع المخيمات دون استثناء. كما تم الاتفاق على العمل لعقد مؤتمر عام شامل يضم جميع أعضاء ورؤساء اللجان الشعبية، والمؤسسات، والكوادر، والخبراء داخل المخيمات، بهدف صياغة خطة وطنية شاملة لإنقاذ مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من التحديات التي تهدد وجودها واستقرارها.
إمكانيات صفرية… خطة ممنهجة لإنهاء المخيمات
وتابع لمنصة “من المخيم” إن اللجان الشعبية تعمل بإمكانيات شبه معدومة في ظل غياب شبه تام للدعم الدولي، موضحًا أن الوضع المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية لا يسمح بتغطية احتياجات المخيمات، في وقتٍ تتعرض فيه وكالة الأونروا لهجمة شرسة تهدف إلى تفريغها من دورها كجهة أممية شاهدة على نكبة الشعب الفلسطيني وضامنة لحقوق اللاجئين، مع محاولات واضحة لاستبدالها بمؤسسات بديلة تُنهي ملف اللاجئين تدريجيًا. وأضاف شرايعة أن ما يجري ليس مجرد إهمال، بل خطة ممنهجة تُمارس منذ سنوات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في ظل ما تتعرض له مخيمات نور شمس، وطولكرم، وجنين من اقتحامات وتدمير ممنهج. وأكد أن هذه الهجمة لا تقتصر على الضفة الغربية فقط، بل تمتد إلى غزة ولبنان وغيرها من أماكن وجود اللاجئين الفلسطينيين، في سياق واحد يستهدف وجود المخيمات وهويتها ودورها السياسي والوطني.
رؤساء لجان طولكرم ونور شمس: “الحياة الكريمة للنازحين… حق لا يُؤجل
من أبرز ما تم طرحه خلال الاجتماع، كانت مطالبات واضحة من رؤساء اللجان في مخيمات طولكرم ونور شمس، حيث شددوا على ضرورة توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة للنازحين وكل من تهجّروا من بيوتهم قسرًا، مؤكدين أن هذا أبسط الحقوق التي يجب ضمانها في ظل الظروف الإنسانية والمعيشية الصعبة التي تعصف بالمخيمات. وطالبوا بضرورة التحرك العاجل لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية، وحماية كرامة اللاجئين، ومنع تفاقم الأوضاع نحو المزيد من التدهور.