19 سبتمبر، 2024
نابلس - فلسطين
المركز النسوي لمخيم شعفاط .. قصة تحدٍ وصمود
من المخيم

المركز النسوي لمخيم شعفاط .. قصة تحدٍ وصمود

مركز نسوي مخيم شعفاط هو ملاذ سيدات المخيم، محطة انتظار لآمالهن وأحلامهن، هو المكان الذي تبدع فيه السيدات وتُظهر كل مابجعبتهن من تميز، كلٌّ بمجاله، فهو جهة تمكينية مهمة للنساء اللاجئات.

تأسس المركز عام ١٩٩٤م، بتمويل من الحكومة الألمانية تحت إشراف وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، ويعمل المركز منذ ثلاثين عاماً على تفعيل دور المرأة اللاجئة داخل المخيم وخارجه، من خلال برامج أكاديمية ومهنية وتوعوية، ويساهم أيضاً في تشجيع المرأة على المشاركة في العمل الاجتماعي والسياسي والوطني.

مديرة المركز النسوي في مخيم شعفاط للاجئين جهاد أبو زنيد، تقول: “إن المركز يهدف إلى تأهيل وتدريب النساء اللاجئات في مجالاتٍ مهنية عديدة، منها ما يتعلق بأعمال التطريز والتجميل والطهي، بالإضافة إلى تقديم مشاريع صغيرة للنساء الرياديات عن طريق التنسيق مع مؤسسات أوروبية”.

وفي تاريخ ٢/٤/٢٠٢١، تعرض المركز النسوي للحرق من قبل مجهولين، تتحدث أبوزنيد عن تفاصيل ذلك الاعتداء وتقول “مجموعة من الأفراد المجهولي الهوية اقتحموا المركز من خلال قص الباب الرئيسي والنوافد، حيث توزّع الجناة بين أقسام المركز لتنفيذ الاعتداء باستخدام مواد حارقة، الأمر الذي ألحق الضرر في كافة الأقسام، ولم تسلم حضانة الأطفال التابعة للمركز من الحريق، فقد دُمرت بالكامل إضافة ً إلى مختبر الحاسوب والمكاتب وشبكات الكهرباء والإنترنت”.

وأضافت أبو زنيد “منذ أكثر من عام أتلقى التهديدات المختلفة عبر حسابات وهمية على وسائل التواصل الاجتماعي وأرقام غير مسجلة، حيث أن مرسلوا التهديدات يؤكدون على استمرار عملهم في إشعال حرب أهلية لتدمير المؤسسات العاملة في المخيم، وتحديداً المركز النسوي الذي يرونه مؤسسة تدس أفكار تحررية في عقول اللاجئات، من خلال تعليمهن وإيجاد فرص عمل لهن، بالإضافة إلى تخوفهم من بعض القضايا الاجتماعية التي يطرحها المركز للنقاش في العديد من ورش العمل والتدريبات”.

وفي هذا الجانب تؤكد أبو زنيد على أن المركز يُحارب بشكل مستمر عندما يطرح قضايا مثل سفاح القربى والاغتصاب والتحرش وغيرها من القضايا الاجتماعية التي يتم مناقشتها لأهداف توعوية.

وعلقت أبو زنيد على حرق المركز النسوي: ” ذلك دليل واضح على استهداف المؤسسات العاملة في المخيمات الفلسطينية، والتي تعتبر أحد الشواهد المهمة على قضية اللاجئين، وبحسب التهديدات فإن الحرب الأهلية التي يطالبون بها ستطال باقي مؤسسات المخيم، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة المتضرر الرئيسي فيها اللاجئين وقضيتهم العادلة”.

أمين سر حركة فتح في المخيم أدهم الهندي أكد على أن الاحتلال الإسرائيلي له المصلحة في حرق المركز، مشيراً إلى أن الاحتلال يسعى منذ أربعة أعوام على ضم المؤسسات العاملة في المخيم إلى بلدية الاحتلال في القدس.

ونوه الهندي إلى أن الاحتلال هو السبب وراء الاعتداء على المركز، وما يؤكد ذلك هو صمت الاحتلال عن القضية خاصة بعدما استلموا ملف التحقيق فيها وأخذ تسجيلات الكاميرات ومسح كامل للبصمات، وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي نتائج أو محاسبة للمعتدين.

ورغم هذه المعيقات إلا أن جهود النساء مستمرة في العمل على إعادة ترميم المركز النسوي ومحاربة واقع المخيم.

إعداد: فاطمة حماد

تحرير: ولاء أبوبكر