أصدرت اللجان الشعبية’، وتنظيمات، موؤسسات مخيمات محافظة نابلس، بياناً أكدت فيه، على ضرورة تحييد المدنيين ومنع استغلال المخيمات كمبرر للاحتلال. وفيما يلي نص البيان:-
بسم الله الرحمن الرحيم
جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم ..شعب البطولة والتضحية والفداء ..أهلنا اللاجئين المشردين في كافة بقاع الأرض ..يا من دفعتم الثمن غاليا دما وأرضا وحرية لنحيا بعز وكرامة رافضين الركوع والخنوع لألة البطش الهمجية منذ النكبة والتهجير وحتى يومنا هذا ..تصديتم لكل المؤامرات التي أحيكت وتحاك ضد قضيتنا العادلة قضية اللاجئين التي تخطت 76 عاما من الظلم والقهر والعدوان في كافة مراحل نضالنا قدمنا فيها الأرواح والحريات وذقنا فيها كافة أصناف العذاب لنحافظ على كرامتنا بصمود أسطوري لم يحصل له مثيل في هذا العالم الظالم المتنكر الذي مازال صامتا على جرائم الاحتلال الغاشم المستمرة بكل صلف وجبروت ليصل به الحد إلى تنفيذ المجازر اليومية ضمن منهجية الإبادة الشاملة لأبناء شعبنا المرابط على أرضه.
إن التاريخ النضالي المعمد بالبطولات والتضحيات بأغلى ما نملك وما قدمناه من شهداء وجرحى واسرى لهو أكبر دليل على ان المخيمات الفلسطينية هي طليعة النضال في حرب التحرر الوطنية فكان خيرة أبنائنا هم الوقود وهم الحطب المشتعل في وجه المحتل وهم عماد الثورة منذ انطلاقتها مرورا بالانتفاضات المجيدة وحتى المواجهات اليومية ومقاومة آلة الحرب المدمرة بقلوبهم العامرة بحب فلسطين وسواعدهم السمراء وإرادتهم الصلبة هدفهم الأرض واستعادة الهوية الوطنية المسلوبة وفي ذات الوقت حرموا من بناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم بالعيش بامن واستقراركباقي أمثالهم في هذا العالم الصامت المتآمر.
ويستمر النهج الذي يهدف إلى تصفية مخيمات اللاجئين ضمن مؤامرة معدة ومحكمة تشترك فيها جهات مختلفة تسعى لتنفيذ مخططات الاحتلال في تدمير ما تبقى من المخيمات بدءا بالمخيمات الفلسطينية في سوريا ولبنان ومرورا بمخيمات غزة وانتهاء بمخيمات الشمال بما تمارسه من القتل والتدمير للبنى التحتية والشوارع والبيوت والمؤسسات للتضييق على الأهالي وتعقيد سبل حياتهم اليومية تمهيدا لتهجيرهم بهدف إنهاء رمزية قضية اللاجئين وتصفيتها وهي المخيمات التي مازالت صامدة في وجه الاحتلال وقد ترجم ذلك بمحاربة وجود وكالة الغوث الشاهد الوحيد على قضية اللاجئين والهجمة المنظمة بحقها بالاستيلاء على أراضيها ومكاتبها ومنعها من ممارسة عملها وتنفيذ برامجها في القدس الشريف والمناطق المضمومة للكيان الصهيوني ضمن خطوة تتحدى فيها حكومة الاحتلال كافة الدول المنضوية تحت راية الأمم المتحدة بمباركة الولايات المتحدة الامريكية الداعم الأساسي للاحتلال في حربة على الشعب الفلسطيني .
إزاء ما يجري ومن منطلق حرصنا وسعينا لتجنيب أهلنا مزيدا من القتل والدمار والبطش والتنكيل علينا أن نسعى جميعا مؤسسات وتنظيمات ومقاومين لتفويت الفرصة على الاحتلال في تنفيذ مخططاته وأهدافة التي باتت واضحة جلية باقتناص الفرص المواتية للهجوم على أهلنا وتكبيدهم الخسائر بالارواح والممتلكات وعلينا جميعا أن ندرك بأن المقاومة هي حق مشروع للمحتل ضد محتله ولكن أن تصبح المخيمات ساحة للمواجهة فهذا الأمر بات في الآونة الأخيرة مدعاة ومبررا للاحتلال في تحقيق مآربه وأهدافه في الوقت الذي لا تتكافأ فيه القوى وهذه حقيقة على الجميع إداركها والعمل بموجبها فتحكيم العقل في هذه المرحلة العصيبة هو المطلوب وتكاثف الجهود وتنسيقها هو المطلب الذي يجب أن يكون مطروحا على الطاولة حتى نتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح ومقدرات أبناء شعبنا واهلنا المرابطون في مخيمات الصمود وعموم وطننا الفلسطيني.وفي سبيل ذلك فإننا ومن قبيل مسؤوليتنا الاجتماعية والوطنية كلجان شعبية وتنظيمات ومع كل اعتزازنا بابنائنا نوجه لهم رسالتنا ونطالبهم بمايلي :
1- تحييد السكان ومقدراتهم عن متناول يد الاحتلال وذلك بعدم إغلاق الشوارع والمداخل الفرعية للمخيمات بالسواتر والمكعبات والصخور نظرا لعدم جدواها بدليل ان معظم عمليات الاقتحام والاغتيالات تمت بوجود هذه الحواجز فالحامي هو الله ثم الحذر والحيطة والحفاظ على الأمن الشخصي.
2- التوقف عن إنشاء الحفر في الشوارع الرئيسية لزرع العبوات التي تشكل خطورة عالية على الارواح والممتلكات والبنية التحتية في حال انفجارها كما حدث في كثير من المرات.
3- نؤكد للجميع مع تقديرنا لكافة فصائل العمل الوطني بأن صرح الشهداء داخل مخيم بلاطة هو رمز لكافة الشهداء على اختلاف فصائلهم وانتماءاتهم وليس لفصيل بعينه وكل شهدائنا فوق رؤوسنا لن نقبل بأن يتم استغلاله لايجاد المبرر للاحتلال بتدميره وإحداث الضرر بمحيطه وستعمل لجنة خدمات مخيم بلاطة على إعادة ترميمه وتأهيله وتزيينه بآيات قرآنية ولن يرفع عليه سوى علم فلسطين الذي يمثل الجميع.
ندعوكم جميعا إلى الالتفاف حول المصلحة العامة لاهلنا وشعبنا وأن نشكل الحاضنة الوطنية والاجتماعية لبعضنا البعض في ظل الظروف الامنية المعقدة ومحاولات طمس هويتنا كلاجئين لانملك الحد الادنى من مقدرات المواجهة لآلة القتل والدمار.
اللجان الشعبية وتنظيمات ومؤسسات مخيمات محافظة نابلس