1 أغسطس، 2025
نابلس - فلسطين
اللاجئ قاسم الرفاعي يحقق 98.9%… إنجاز يُجسّد كفاح اللاجئين من أجل فرص عادلة
حياة

اللاجئ قاسم الرفاعي يحقق 98.9%… إنجاز يُجسّد كفاح اللاجئين من أجل فرص عادلة

كتب الطالب اللاجئ قاسم الرفاعي فصلًا جديدًا من فصول الإرادة والصمود، بعدما حصل على معدل 98.9% في الفرع الأدبي في امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) لهذا العام، فلم يكن الطريق إلى هذا النجاح مفروشًا بالهدوء أو الاستقرار، بل سلكه قاسم وسط عواصف متلاحقة، كان أشدها استشهاد ابن عمّه معتز خلال عامه الدراسي، إلى جانب اعتقاله لمدة خمسة أيام على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تجربة تركت أثرًا نفسيًا عميقًا فيه.

يقول والده، صالح الرفاعي، في حديثه لمنصة “من المخيم”: “كنّا نتمنى أن نفرح أكثر من ذلك، لكن رغم المعاناة، يجب أن نعيش ونواصل المسيرة، ووجودنا على هذه الأرض بحد ذاته شكل من أشكال التحدي.”

يرى قاسم أن الدراسة في المخيم ليست كأي مكان آخر؛ فبين الاقتحامات، وأصوات الرصاص، والدموع، كان يردّد في داخله: “لا خيار إلا أن أنجح.” واليوم، يحلم بأن يُمثّل مخيمه وطلاب فلسطين في المحافل الأكاديمية، حاملًا رسالة اللجوء، والتفوق.

ويضيف قاسم: “الحمد لله، فرحة النجاح لا توصف، والمعدل يرفع الرأس، لكن الفرحة منقوصة بسبب الحرب على غزة. عائلتي كانت دائمًا سندًا لي. أنصح الشباب بالاستمرار في الدراسة ومواصلة الحياة رغم كل الصعوبات، فهذه هي حياتنا، ويجب أن نعيشها.”

يعيش مخيم عسكر الجديد كما سائر المخيمات الفلسطينية، واقعًا خانقًا يتسم بالاكتظاظ السكاني، وضيق المساحات، وغياب المرافق التعليمية والترفيهية المناسبة. ومع هذا الواقع، بقي قاسم متمسكًا بحلمه، وحرص على تنظيم وقته بين الدراسة وتحمل المسؤوليات اليومية، محاطًا بدعم عائلته، التي رأت في نجاحه بارقة أمل وسط أزمات المخيم المتعددة.

لم يكن النجاح إنجازًا فرديًا، بل انتصارًا للمخيم، وللاجئين الذين يكافحون من أجل نيل فرص عادلة في التعليم والحياة.