تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها المشدد على مخيمي طولكرم ونور شمس، وسط تصعيد ميداني واسع، وتكثيف للهجمات والاعتداءات التي حولت المخيمين إلى مناطق شبه خالية من الحياة.
وتمنع قوات الاحتلال آلاف العائلات المهجّرة قسرًا من العودة إلى منازلها لتفقدها أو استعادة مقتنياتها، حيث تم تهجير أكثر من 4200 عائلة، ما يزيد عن 25 ألف مواطن، في ظل تواصل عمليات التدمير والتخريب.
ووفق المعطيات الميدانية، فقد دمرت جرافات الاحتلال أكثر من 400 منزل كليًا، فيما تعرض 2573 منزلًا لأضرار جزئية، في الوقت الذي تغلق فيه القوات مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، مما أدى إلى عزلهما بالكامل.
وتشهد شوارع المخيمين انتشارًا مكثفًا للآليات العسكرية الإسرائيلية، مع استخدام منهجي لأبواق المركبات العسكرية في استعراض استفزازي، إلى جانب نصب حواجز مفاجئة وتكرار عمليات التفتيش والملاحقة، خاصة في شارع نابلس ودوار شويكة.
وقامت قوات الاحتلال بتحويل عدد من منازل المواطنين إلى مراكز عسكرية ونقاط قنص، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف واستهداف كل من يحاول الاقتراب من المناطق المحاصرة. كما شنّت حملة هدم منظمة في مخيم نور شمس، طالت أكثر من 20 مبنى سكنيًّا، ضمن خطة تهدف لهدم 106 مبانٍ بهدف شق طرق وتغيير الطابع الجغرافي للمخيمين.
وقد أسفرت العمليات العدوانية عن استشهاد 13 مواطنًا، من بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في شهرها الثامن، إضافة إلى عشرات الإصابات، واعتقالات واسعة، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، والمحلات التجارية، والمركبات، التي تعرضت للهدم والإحراق والنهب.