“لا تقل لأمي بأني صرت أعمى، هي تراني وأنا لا أراها، أبتسم وأتحايل عليها على شبك الزيارة عندما تريد أن تريني صور إخوتي وأصدقائي وجيران الحارة، فهي لا تعرف أني أصبحت كفيفاً بعد أن دب المرض في عينيّ حتى غزت العتمة كل جسدي”، هذه رسالة الأسير محمد براش لشقيقه، يوثق بها معاناته داخل سجون الاحتلال.
ويتابع “لا تقل لها بأني أنتظر عملية جراحية لزراعة القرنية منذ سنوات، ولكن إدارة السجن تماطل ثم تماطل وتستدعي إلى عيني كل أسباب الرحيل عن النهار”.
الأسير محمد خميس براش (44) عاماً من سكان مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين في رام الله، معتقل منذ 17/2/2003 ومحكوم بالسجن المؤبد 3 مرات، أصيب في أبريل 2002 بعد محاولة قوات الاحتلال اغتياله، باستهدافه بقذيفة “أنيرجا” وسط رام الله، خلال فترة مطاردته، فقد على إثرها ساقه اليسرى.
مصطفى براش شقيق الأسير يقول: “في صباح كل يوم نستيقظ خائفين من وصول خبر استشهاد محمد، بسبب حالته الصحية ورفض الاحتلال لعلاجه”.
ويضيف براش إلى أن العائلة تواصلت مع العديد من مؤسسات حقوق الإنسان للضغط على الاحتلال لعلاجه لكن دون جدوى، والآن تكتشف العائلة أن الدواء الذي يُعطى لمحمد منتهي الصلاحية.
وفي ذات السياق أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرٍ لها مساء أمس، أن إدارة سجون الإحتلال تقدم دواء الكولسترول منتهي الصلاحية منذ عدة أشهر للأسير محمد براش، القابع حالياً في معتقل “عسقلان”.
مشيرين إلى خطورة جريمة الاحتلال بحق الأسير براش التي تؤدي إلى تدهور حالته الصحية لا سيما أنه يعاني من عدة أمراض ومن فقدان النظر وبتر في قدمه وتسارعاً في دقات القلب، بالإضافة إلى تقرحات شديدة بالأذن تفقده القدرة على السمع.
وأشار المستشار الإعلامي في هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه إلى وجود قرابة الـ 5500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي من بينهم ما يقارب الـ600 أسير مريض بحاجة لعلاج فوري.
إعداد: فاطمة حماد
تحرير: ولاء أبوبكر