في مخيم عسكر القديم للاجئين، تقع أكاديمية العساكر للفنون القتالية، التي باتت تمثل محطة أساسية لكل من يرغب في تعلم فنون الدفاع عن النفس، واكتساب مهارات جديدة في بيئة احترافية وداعمة. تأسست الأكاديمية بهدف نشر ثقافة الرياضة، وخاصة التايكواندو والفنون القتالية، وترسيخ قيم الشجاعة والانضباط لدى أجيال شابة تحمل حلم النجاح.
تحتضن الأكاديمية اليوم أكثر من 30 لاعباً من مختلف الفئات العمرية، حيث يبدأ الصغار من عمر 6 سنوات في تعلم أساسيات التايكواندو وغيرها من الرياضات القتالية التي تعزز من لياقتهم البدنية وثقتهم بأنفسهم، بينما يواصل الكبار صقل مهاراتهم وتطوير تقنياتهم.
بيئة رياضية متكاملة
تتميز أكاديمية العساكر ببيئة رياضية متكاملة تجمع بين التدريب البدني والتدريب العقلي. يتم تصميم البرامج التدريبية لتشمل تمارين تساعد اللاعبين على تحسين قدراتهم الجسدية والذهنية، بما يتناسب مع مستواهم العمري والرياضي. ويؤكد القائمون على الأكاديمية أن مهمتهم لا تقتصر على تعليم الحركات القتالية فحسب، بل تهدف إلى تعزيز الثقة، بناء الانضباط، وتنمية الصبر والالتزام لدى كل لاعب.
أبطال ينشأون في الأكاديمية
بجانب جهود فريق الأكاديمية، يلعب المدرب إسلام السقا، لاعب منتخب فلسطين للتايكواندو، دوراً محورياً في توجيه اللاعبين وتعليمهم. التقينا بالكابتن إسلام ليتحدث عن رؤيته ودوره في الأكاديمية، فقال: “وجودي هنا يعني لي الكثير، فأنا بدأت ممارسة التايكواندو منذ صغري، وكان لدي دائماً شغف بأن أشارك تجربتي مع الأجيال الجديدة. نحن لا نعلمهم فقط الحركات، بل نعلمهم كيف يصبحون أبطالاً في الحياة.”
ويضيف إسلام لمنصة من المخيم: “الأكاديمية ليست مجرد مكان للتدريب، بل هي عائلة؛ نعمل معاً وندعم بعضنا البعض. أرى في كل طفل لاعباً محتملًا بقدرات كبيرة، وما نفعله هنا هو منحهم الأدوات ليكتشفوا هذه القدرات.”
التأثير الإيجابي على المجتمع
تسعى أكاديمية العساكر من خلال برامجها إلى تحقيق أهداف تتجاوز الإطار الرياضي التقليدي. فهي تسهم في تنمية الجوانب الأخلاقية لدى اللاعبين، وتعمل على تعزيز السلوكيات الإيجابية كالتعاون والاحترام والمثابرة. وإلى جانب البرامج التدريبية، تنظم الأكاديمية فعاليات مجتمعية تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الرياضة وفوائدها الصحية والنفسية، مما يعزز من تماسك المجتمع ويخلق بيئة داعمة للشباب.
أحلام وطموحات مستقبلية
تطمح الأكاديمية إلى توسيع نطاق عملها وزيادة عدد المنتسبين إليها، مع خطط لافتتاح فروع جديدة في أنحاء فلسطين، لتتيح الفرصة لأكبر عدد من الشباب لاكتشاف إمكانياتهم. ويختتم المدرب إسلام قائلاً: “أتمنى أن يصبح لدينا جيل قوي وواثق بنفسه، جيل يستطيع تحقيق إنجازات رياضية كبيرة لبلده ويشعر بالفخر بما يقدمه. نحن هنا لنساعدهم في الوصول إلى أهدافهم.”
تحتضن الأكاديمية أكثر من 30 لاعباً من مختلف الفئات العمرية.
إسلام السقا يشارك منصة “من المخيم” مسيرته في الأكاديمية.
أكاديمية العساكر ببيئة رياضية متكاملة تجمع بين التدريب البدني والتدريب العقلي.