اطلع رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية، أحمد أبو هولي، اليوم الثلاثاء، على أوضاع اللاجئين في مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة، والتحديات التي يواجهونها.
جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها أبو هولي والوفد المرافق إلى المخيم، حيث كان في استقبالهم رئيس اللجنة الشعبية، سامي الكسبة، وأعضاء اللجنة ومؤسسات وفعاليات المخيم.
وقدم عضو اللجنة الشعبية لخدمات مخيم قلنديا أبو أسعد أصلان لمحة عن المخيم، وسلط الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها اللاجئون في ظل استمرار استهداف “الأونروا” وتصاعد الضغوط على المؤسسات الخدمية التي تديرها، مشددا على الدور الحيوي الذي تلعبه “الأونروا” في تقديم الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين.
من جانبه، أكد أبو هولي، على دعم القيادة الفلسطينية لحقوق اللاجئين الفلسطينيين ودور “الأونروا” في حمايتهم.
وتحدث عن استهداف وكالة “الأونروا” من الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى إعلان الاحتلال عن الاستيلاء على الأرض المقام عليها مقر الوكالة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس، وتحويله إلى بؤرة استعمارية.
وأكد أن هذا القرار يعتبر تعديا على الأمم المتحدة ومنظماتها وانتهاكا لميثاقها، وأن تنفيذه سيؤدي إلى إنهاء عمل “الأونروا” في القدس، ما سيؤثر بشكل مباشر على حياة 110 آلاف لاجئ في مخيم شعفاط.
وأوضح أبو هولي أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أوسع لتصفية “الأونروا”، مترافقة مع حملة تشريعية في الكنيست الإسرائيلية، حيث يتم التصويت على قوانين تهدف إلى “وقف أنشطة الأونروا في إسرائيل والمناطق التي تسيطر عليها” و”رفع الحصانة الدبلوماسية عن الوكالة وقطع الاتصال معها”.
وأشار إلى أن هذه القوانين تشكل خرقا لكافة الاتفاقيات المبرمة بين إسرائيل و”الأونروا”، التي تهدف إلى تسهيل عمل الوكالة وضمان حصانة مقراتها وموظفيها، مبينا أنها ستضر بشكل كبير بالخدمات التي تقدمها “الأونروا”، خاصة في مجال التعليم، حيث سيُحرم 350 ألف طالب وطالبة في الضفة الغربية بما فيها القدس، وقطاع غزة، من مواصلة تعليمهم في مدارس الوكالة، في حال تم إيقاف عملها، معتبرا أن هذا الاستهداف يأتي في إطار محاولة تجهيل وتهجير الشعب الفلسطيني.
وشدد على الأهمية الاستراتيجية لمعهد قلنديا المهني، محذرا من خطورة القرار الصادر عن بلدية الاحتلال في القدس الذي يطالب “الأونروا” بإخلائه وتسليمه. وقال إن هذا القرار يمثل تهديدًا مباشرًا لاستمرار تقديم الخدمات التعليمية والمهنية لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على مستقبلهم وعلى استقرار المجتمع المحلي. وأكد أبو هولي جاهزية دائرة شؤون اللاجئين للعمل جنبا إلى جنب مع اللجنة الشعبية ومؤسسات المخيم، لدعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في مواجهة هذه التحديات.
أكد مدير عام الإدارة العامة للمخيمات، محمد عليان، أهمية دور المخيمات باعتبارها “رأس الحربة” في الدفاع عن المشروع الوطني وعن حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
وأوضح عليان أن الاهتمام بالمخيمات ومتابعة أحوالها بشكل مستمر هو جزء من استراتيجية الدائرة للوقوف على الأحداث والاحتياجات والتطورات الميدانية والسياسية.
وأضاف أن الدائرة تقود توجهات استراتيجية للحفاظ على حقوق اللاجئين والدفاع عن وجود “الأونروا” ومصالح اللاجئين، مشددا على أن هذه الزيارات الميدانية تأتي ضمن تعزيز العلاقات والنهوض بواقع المخيمات، وتعزيز صمودها، وتقوية عمل اللجان والمؤسسات العاملة فيها وتمكينها من مواجهة التحديات.
بدوره، أشار مدير المكتب التنفيذي ناصر شرايعة، إلى أهمية الحفاظ على المخيمات ووكالة “الأونروا”، مشددا على دورها الحيوي في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين.
كما أشار إلى ضرورة تعزيز العمل المشترك بين الجهات المعنية كافة، لضمان استمرار هذه الخدمات وحماية حقوق اللاجئين في ظل التحديات المتزايدة.
وأكد مدير مكتب محافظة القدس، زكريا فيالة، تقديم الدعم والمساعدات لمخيم قلنديا، مشددا على أهمية معهد قلنديا المهني ودوره الحيوي في تعليم وتدريب الشباب الفلسطيني.
كما نقل تحيات محافظ القدس، عدنان غيث، وتأكيده على دعم المحافظة لجهود تعزيز صمود اللاجئين في مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال.
وقدّم أبو هولي والوفد المرافق واجب العزاء لأمين سر اللجنة الشعبية في مخيم قلنديا رائد أبو صامد باستشهاد نجله ياسر برصاص قوات الاحتلال.