5 فبراير، 2025
نابلس - فلسطين
عائلة عرعراوي.. صمودٌ في وجه الاحتلال رغم الأسر والشهادة
قصة وسيرة

عائلة عرعراوي.. صمودٌ في وجه الاحتلال رغم الأسر والشهادة

في ظلمة فجر 12 نوفمبر 2024، داهمت قوات الاحتلال الخاصة منزل عائلة عرعراوي في مخيم العين بمدينة نابلس، واعتقلت حبيب حسام عرعراوي، رغم حالته الصحية المتدهورة. حبيب يعاني من فشل كلوي مزمن، ويخضع لجلسات غسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًا، إضافة إلى خضوعه لعملية جراحية معقدة لتفتيت الحصى في الشرايين، وهي من أكثر العمليات تعقيدًا وخطورة.

لحظة الاعتقال لم تكن عادية لعائلة عرعراوي، التي لم تتعافَ بعد من فقدان ابنها حمزة الذي استشهد برصاص الاحتلال في 27 مارس 2024.

يقول والد الشهيد حمزة والأسير حبيب لمنصة “من المخيم”: “ما زلنا نعيش ألم فقدان حمزة، وها هم اليوم يأخذون حبيب من بين بناته الثلاث، رغم علمهم بحالته الصحية الصعبة. الاحتلال لا يترك لعائلات الشهداء فرصة للحزن أو لالتقاط الأنفاس، بل يستمر في ملاحقتنا واعتقالنا.” ويشير الى ان اعتقال أبناء الشهداء ليس أمرًا جديدًا بالنسبة للعائلات الفلسطينية، فالاعتقالات والمداهمات المتكررة دائماً مستمرة.

عائلة حبيب تعيش اليوم بين قلق الانتظار وترقب الأخبار القادمة من السجن، فيما يتساءل أفرادها عن مصير ابنهم المريض، وكيف سيتلقى العلاج داخل زنازين الاحتلال.

رغم المعاناة والظروف القاسية التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات، يبقى صمودهم شاهدًا على قوة الإرادة وروح التحدي. المخيمات ليست مجرد أماكن ضيقة تكتظ بالسكان، بل هي رمز لعزيمة لا تنكسر، وحكايات متواصلة من النضال والتشبث بالأرض والهوية. في كل بيت شهيد، وفي كل زنزانة أسير، وفي كل مدرسة يقف معلم يعلم أطفاله حب الوطن، يتجدد الأمل بأن هذا الاحتلال زائل لا محالة. المخيمات، رغم فقرها، تزهر بالكرامة وتُخرج أجيالًا تحمل شعلة الحرية، لأن الشعب الذي لا ينسى قضيته، ويزرع الصمود في كل زاوية، هو شعب لا يُهزم.